مصطلحات العلوم والفنون والصناعات طبيعتها وخصائصها ( دراسة في الفلسفة اللغوية عند العرب )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

إذا بات من الأصول العقلية الكبرىٰ عند ( المناطقة ) و ( أصحاب فلسفة العلوم ) : ( أن الحكم علىٰ شيء فرع عن تصوّره ) - : فإنّ من المتعذر ، بل من المحال  الوصولَ إلىٰ أحكام دقيقة خالية من الأخطاء في أي علم كان - بدون التحديد الدقيق للمصطلحات التي تنبني عليها مباحثه ومسائله وأحكامه ، إذ هي – بلا ريب - السبيل الحق والأمثل لدرْك تلك التصورات .
فإنْ أردت أنْ تستحكم معرفة ذٰلك في نفسك ، وتزداد استبصارا فيه – فبك أن تنظر فيما كان من ( علماء الحضارة الإسلامية ) ، فقد أظهر التّصفح الموضوعيّ أنهم قد تمثلوا هٰذا الأصل حقّ تمثّله ؛ بما كانوا عليه من بصر ووعي كبيرين لأهمية المصطلحات وخطرها ؛ وحين صرفوا إليها قدرا كبيرا  من عنايتهم وجهدهم .
من هنا يتبيّن للمحصِّل ، ويتقرّر في نفس المتأمِّل ، لِمَ كان غرض هٰذه الدراسة - الذي ترامت إليه بَدْءًا ورُجَّعًا ، بتمثّل منهجي الٱستقراء والتحليل - : أن تُعَرِّفَ هٰذه الجملة بالتفصيل ؛ نعني : تجلية طبيعة ( مصطلحات العلوم والفنون والصناعات ) ، وإبراز خصائصها ، وبيان فلسفة صكّها عن بَصَرٍ ،  من خلال التتبع الفاحص لأقاويل ثُلَّة من جِلّة أهل العلم والنظر ، والتأتي لها ومناقشتها ومثاقفتها .
هٰذا ، وقد أبانت الدراسة - : أن لحذّاق علماء الحضارة الإسلامية تصورا فريدا لطبيعة هٰذه المصطلحات ؛ وأنها تُعَدّ - في نظر جمهورهم - تبدلا عرفيا في ٱستعمال الألفاظ اللغوية ، أو وضعا ثانيا لها ، علىٰ يد طوائف مخصوصة ؛ وأن لهؤلاء العلماء أساليب دقيقة في طريقة وضعها وصوغها ،  ولا سيما بٱشتراطهم ٱتصافها بعدد من السمات التي لا يجوز أن تنفك عنها.
    

الكلمات الرئيسية