صدر المجلد الأول من مجلة کلية الآداب في مايو 1943م بعد أن صدر قرار إنشاء جامعة الإسکندرية - التي أُطلق عليها في ذلک الوقت جامعة فاروق الأول - بعام واحد؛ مما يعني أن من نشروا فيها من أساتذة الکلية هم رواد العلوم الإنسانية، والاجتماعية، واللغوية والأدبية في مصر والوطن العربي. وقد تولي تحرير المجلد الأول منها علَم من أعلام مدرسة الإسکندرية الفلسفية المعاصرة متخصص في الفلسفة الإسلامية والتصوف هو المرحوم الأستاذ الدکتور/ أبو العلا عفيفي (1897 – 1966م) الذي کان أول مصري يحصل علي بکالوريوس الشرف من الدرجة الأولي في العلوم الفلسفية من جامعة "کمبردج" عام 1924م، ثم حصل علي الدکتوراة من الجامعة نفسها عام 1930م. وقد وضع للمجلة تقاليد لاتزال سارية حتي الآن، ومن أهمها : أن المجلد الواحد يصدر ضمن قسمين إحدهما القسم العربي: ويشمل الأبحاث التي کتبت باللغة العربية، وترقَّم صفحاته من اليمين إلي اليسار؛ والثاني: القسم الإفرنجي ويشمل الأبحاث التي کُتبت بلغات أجنبية، وترقم صفحاته من اليسار إلي اليمين ترقيمًا جديداً. ومنها أن النشر فيها لا يقتصر علي أبحاث أعضاء هيئة التدريس بکلية الاّداب - جامعة الإسکندرية، بل يشمل غيرهم ممن ينتمون إلي کليات اّخري وجامعات اّخري من جميع أنحاء العالَم. وقد تولي أمر تحريرها عمداء الکلية الذين تعاقبوا عليها من دون أن يکون لها هيئة تحرير حتي صدور العدد الحادي والعشرين عام 1967 م الذي کانت له هيئة تحرير من دون تحديد لرئيس لها أو لجنة استشارية، ثم استقر الأمر بعد ذلک علي أن يکون عميد الکلية رئيسًا لتحريرها، وأن يکون لها هيئة استشارية، ثم أصبح لها بعد ذلک مجلس إدارة يرؤسه العميد. لقد تجاوزت هذه المجلة العريقة العدد المائة، وبنفس مستوى الجودة في الأبحاث المنشورة التي قدمت مجموعة متنوعة من الدراسات والبحوث العلمية القيمة في شتي المجالات والروافد المعرفية الإنسانية والاجتماعية، في محاولة لسد احتياجات الباحثين والقراء، فضلًا عن إضافة قيمة إلى الإنتاج الفکري العالمي. |